الاثنين، 14 يوليو 2014

شولجي ملك أور والموسيقار البارع





شولجي أو شولكي  ثاني ملوك سلالة اور الثالثة (سميت الثالثة لانها ثالث سلاله حكمت اور حسب أثبات الملوك السومريين غالبا ما تؤرخ 2113-2006 ق م)حكم شولجي مدة ثمان وأربعين سنة ويذكر التاريخ أهم الوقائع تبعاُ للأحداث المهمة في أطار حكمة كانت السنوات التسعة عشر الاولى من حكمة مكرسة في الغالب لبناء المعابد وأعمال العبادة  لكن ترد في السنة العشرين إشارة الى تسليح أهل أور بالرماح .


لعل أهتمام شولجي الاول ببناء المعابد أنما يرمي لكسي دعم طبقة رجال المعابد الذين كانوا يمارسون تأثيرا ملحوظا وقوة بارزة عبر التاريخ وقد أفلح في ذلك أذ لا يوجد اي دليل على حصول اي معارضة خلال فترة حكمه.
تزودنا التراتيل التي ألفت لتكريم شولجي ببعض الشيء عن الرجل هناك نوعان من التراتيل منها ما هو موجهة الى الالهه مع بعض الفقرات التي تطري الملك أو تدعو له وتراتيل اخرى موجهة الى الملك نفسه ويتركز النمط الثاني في العادة حول حكاية قد تكون تاريخية أو دينية في الغالب تروي حكاية تاريخية كيف تصرف شولجي في إحدى حملاته أو كيف مهد الطريق للمسافرين بتخصيصه مراقبين لبيوت الراحة في الطريق  وتشير الرويات الدينية الى نشاطاته العبادية من أمثال شولجي في الزواج المقدس  أو زيارته للمعابد وتزعم احدى الحكايات أنه ركض من نفر ألى أور وعاد  بما مسافته 320 كم وكان في بعض ركضة أسرع من العاصفة  لكن مهما تكن التفاصيل في تراتيل شولجي فإنها دائما تؤكد تقواه المثالية وصلة قربه بالآلهة.
أصبحت هذه التراتيل جزءا من المنهج الدراسي لمدارس أور حتى الحقبة البابلية الاولى وقد كشف ما يقارب من ثلاثة وعشرين ترتيلا عثر على بعضها في مناطق بعيدة عن اور .وقد كتب شولجي إحداها بنفسة لأنها مكتوبة بضمير المتكلم اما البقية فكتبت على يد شعراء البلاط.
اذا صدقنا كل التراتيل عن خصال شولجي ومهاراته فلا شك أنه كان أنسان عظيم جدا حتى لو أسقطنا بعض المعلومات لما فيها من مبالغة فلا شك أنه كان أنسان ذا ذكاء بالغ حظي بمكتسبات متميزة ومبادىء عميقة تكشف  هذا الترتيلة التي كتبها بنفسه .
حين كان شاب درس في مدارس الكتبة (أيدبا:بيت الالواح) فكان فتى في الصدارة وأحرز قصب السبق في كل من فن الكتابة والرياضيات حظي بنجاح كزعيم حرب وكان خبيرا في أستخدام الاسلحة كلها كان صياد أسود حاذقاً وشجاعا كما اصطاد الثيران الوحشية والخنازير الوحشية والحمار الوحشي لكنة لفرط توقيه لم يسمح بقتل فلو الحمار الوحشي وهو يزعم أنه رشيق الخطو يسبق الغزال مشيا ولا يتعب أبدا.
كان مؤهلا في فنون الفراسة تماما فهو يستطيع أن يقرأ الفال بنفسةه كان موسيقيا متخصصا ماهرا يعزف بأيه أداة وترية أو هوائة لأنه يلم بتقنيات الاصابع  ويفهم أنماط التاليف الموسيقي وقد ألف أغاني وأعطاها لمدارس الكتبة في أور ونفر مؤملا ان يجمعوا أغانيه ويحفظوها الى الابد .
 لقد ضمن شولجي خصوبة بلاده بالانتباه الى مساقي الماء  وكان يعرف اللغات الاجنبية كما لم يعرفها ملك قبله  وقد شغفته العداله حبا فكان لا يتكلم الا ويسيطر على المجلس الذي يتكلم فيه ..
لو فرضنا وجود شيء من جنون العظمة لدى شولجي فان الدعاوي التي يدعيها لنفسه ويدعيها له الاخرون تتوافق في جوهرها مع برامج الاصلاحات الادارية والاقتصادية التي باشر وحض عليها .
كان شولجي أول ملك معروف يذيع على الناس مجموعة من القوانين التي نسبت الى أبيه وهو يذكر فيها صراحة أن الهدف من هذه القوانين حماية الضعيف اقتصاديا من سطوة القوي أو كما يعبر هو (لم أسلم اليتيم للرجل الغني ولا الارملة للرجل القوي من عنده شيقل لمن عنده منا ومن عنده خروف واحد لمن عنده ثور واحد)  وكانت المرأة تحظى بقدر من الحماية في حال حصول الطلاق فتحصل على على منا من الفضة تعويضا اذا كانت تزوجت وهي عذراء  والارملة السابقة على نصف منا اما المراة التي تقيم علاقة مع رجل دون زواج فلا تحصل على شيء واذا قبل أب ما زوجا محتملا لابنته ثم زوج التاة من خاطب اخر فيجب ان يدفع تعويض للشخص الذي اخطأ في حقة واذا جرح شخص ما أخر يدفع له الدية فضة  (ليس وفق مبدأ العين بالعين)  وكان يعاقب على القتل والسرقة بالأعدام  وبعض حالات الاغتصاب بالاعدام .
ويوجد قوانين أخرى تتحكم باستخدام الارض يكون فيها المزارع عرضة للعقوبة اذا أغرق حقل شخص اخر بسقيه  او استاجر حقلا مزروعا واهماله.
قام الملك شولجي بعدة اصلاحات فقد قسم الامبراطورية الى ولايات واصدر تقويما جديدا ووحد الاوزان والمقاييس وجعل الحسابات الجديدة باللغة السومريةووزع الارض الملكية على افراد الجيش والاداريين كمقابل لخدماتهم وبنى المعامل ووضع فيها الاف النساجين والنجارين والحدادين وما اشبه يعملون تحت اشراف حكم المركز  وزرع الحدائق  وسيطر على الموارد الطائلة لرجال المعابد حيث وضع كل املاك المعابد تحت سيطرة حاكم الولاية واسند اه مهمة تامين فائض الريع الى الحكم في المركز وبنى مراكز اعادة التوزيع  ويقع أكثر هذه المواقع شهرة  في دريهم بالقرب من نفر (الديوانية حاليا).
كانت الضرائب التي تقدر قبل ذلك تدفع الى هذا المركز  على شكل بضائع  مناسبة لمنتجات  الولاية مثل المواشي او الحبوب او القصب او الاخشاب  وكان للمستوطنات العسكرية مراكز خاصة بجمع الضرائب وأعلدة توزيعها .
كل هذه الاجرائات تتطلب إداريين وقد اتخذ شولجي الخطوات لتوفيرهم حيث انه وضع المدارس على اساس حكومي وفيها يتعلم موظفو المستقبل واصحاب الرتب الدينية الكتابة والرياضيات والعلوم الاخرى وبسب المدارس أزدهر الادب السومري من خلال مراجعة أعمال أدبية قديمة وتدوين أحاديث شفوية  وأبداع اعمال ادبية جديدة لم يكن هذا النهوض للسومرية كحركة شعبية بل للغة كانت تحتضر من حيث هي لغة منطوقة  فكان لا بد ان يمر جميع موظفي المستقبل بمعاهد الكتابة لآكتساب القدرة ومعرفة اللغة والكتابة  وقد أستخدم شولجي عن وعي هذه المعاهد لتلقين أدارييه وفق أخلاق أيديولوجية خاصة من شأنها أن توثقهم معا في الولاء للملك وللغاية نفسها أعلن شولجي بأنه أله.
كانت المدن  مدنا دينية بمعنى أن الحاكم يتصرف كنائب عن أله المدينة وقد عمل شولجي وفق هذا المفهوم في النصف الاول من حكمة اكنه طور هذا الادعاء بانه هو نفسه إله اي بحدود السنه العشرين من حكمه وصار يضع قبل اسمه السابقة (دنكر)التي تدل على كونه ألها  وصارت توجه إليه التراتيل بالفاظ مماثلة  حيث هيئت السلسة الطويلة من الاصلاحات  والاعمال الخيرية التى قام بها تجاه المعابد خلال بداة حكمه عقول الناس لتلقي هذا الامر  وابرزت التراتيل السردية قرابة شولجي من الألهة كتبرير لاهوتي لتألهه.

خلال سنوات حكم شولجي الثمانية والاربعين إمبراطورية أور الى ذروة رخائها  يمكن ان نقول انها كانت اكثر استقرارا من أمبراطورية أكد وان كانت اقل اتساعا من ناحية المساحة  ففي الشمال لم تخضع ماري لحكم شولجي لكن العلاقات الودية مكنت شولجي من ممارسة نفوذه حتى حدود المتوسط كان شولجي يفرض سيطرتة على طول نهر دجلة حتى شمال مدينة آشور ومن هناك باتجاه الشمال الشرقي حتى اربيل حيث اظطر الى القيام ببعض الاعمال العسكرية وامتدت حدود سلطة أور من اربيل حتى رانيا ثم جنوبا على طول جبال زاجروس الى عيلام.




لوحة تمثل الملك شولجي وعائلته في طقس ديني



ناصر العراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

sumer